التحكم بالعقل : إغتصاب عقل كاندي جونز

2

 

ذكر المؤلف الأمريكي (دونالد باين) في كتاب يدعى “اغتصاب عقل كاندي جونز” ..

كاندي جونز هذه فتاة أمريكية عادية قادها سوء حظها للعمل خلال سنوات الحرب الباردة كآلة مبرمجة لصالح المخابرات الأمريكية .

وقد بدأت القصة عام 1973م حين تزوجت كاندي من نجم إذاعي معروف يدعى (جون نيبل).
وفي ليلة الزفاف نهضت من فراشها وذهبت باتجاه النافذة بقصد إسقاط نفسها والإنتحار .
ولحسن الحظ تنبه ( نيبل ) إلى نية عروسه فأنقذها في الوقت المناسب . والذي أدهش نيبل أكثر من غيره أن زوجته لم تكن هي التي عرفها .. لم تكن كاندي الساذجة المرحة . صحيح أن الجسم واحد والهيئة واحدة ولكنها بدت لثواني إنسانة أخرى باردة ، ذات قسمات صارمة ، ثم عاد كل شيء فجأة لطبيعته !!؟

الجميل في الأمر أن الزوج (جون نيبل) كان من هواة علم النفس وكان يمارس التنويم المغناطيسي على سبيل الهواية والتسلية . وبعد تلك الليلة قرر إخضاع زوجته الجديدة لجلسات من التنويم لكشف ماضيها ومايخفيه عقلها الباطن من أسرار فماذا وجد ؟! وبماذا اعترفت له ؟!

…. في سنوات عملها الأولى عملت كاندي جونز كراقصة للترفيه عن الجنود الأمريكان في كوريا وفيتنام . وكانت تعد عملها هذا من باب المجهود الوطني (!)
وهناك تعرفت على عناصر في المخابرات الأمريكية ، وقبلت عرضهم بالقيام بمهمات مكوكية لصالح عمليات التجسس حول العالم . وبعد عملها معهم لفترة بسيطة وجهوها للعمل مع عالم نفس مشهور في كاليفورنيا قدم نفسه على أنه باحث متعاون مع المخابرات يدعى الدكتور(جونسون) ..

ومنذ ذلك الحين تحولت كاندي إلى ألعوبة في يد هذا الشيطان وأصبحت مجرد آلة مبرمجة لتنفيذ أوامر ال (C.I.A) ..
فمنذ البداية عمد الدكتور جونسون _ولاأحد يعرف حقيقة شخصيته_ إلى “غسل مخ” كاندي وإعادة تهيئته من جديد ، وكان يعمد في ذلك إلى جلسات دورية من التنويم المغناطيسي واستعمال أدوية ومركبات معروفة بتأثيرها على الدماغ ..
وخلال فترة بسيطة أحكم سيطرته على عقل وشخصية كاندي فأصبحت بين يديه كدمية تحركها حبال هذا الشيطان .
وفي أحد اجتماعاته مع المخابرات أخذها معه لإثبات نجاح أبحاثه في السيطرة على البشر ، وقد عمد في هذا اللقاء إلى تنويمها بعمق وأمرها بإتيان أعمال غريبة ، وتحدى أحد الضباط أن يحرق بولاعته أماكن متعددة في جسدها دون أن تنبس ببنت شفة ..!!

وفي الواقع وصلت سيطرة الدكتور جونسون على هذه الفتاة درجة أنه خلق بداخلها شخصية خيالية تتناسب مع طبيعة المهمات التجسسية التي تؤديها ، فقد عمد بأساليبه النفسية إلى ابتكار شخصية أخرى باردة ، واثقة ، حذرة أسماها ( أرلين ) .. وأرلين هذه تشبه شخصية (جيمس بوند) لا تدري حتى كاندي بوجودها ولا تظهر إلا في حالتين فقط ..
الأولى : حين يستدعيها جونسون نفسه .
الثانية : حين تغادر الولايات المتحدة في مهمة رسمية فعند ذلك تتولى أرلين قيادة جسد كاندي..
وكانت المهام الرئيسية لكاندي تتعلق بإيصال الرسائل والأوامر إلى قادة العمليات التجسسية حول العالم . وكانت قبل كل عملية تستدعى لمقر المخابرات وتتسلم مطروفاً أصفر اللون تؤمر بحمله إلى جهة يتفق عليها .. ولم تعلم كاندي أن المظروف كان فارغاً على الدوام ؛ فإن المعلومات الحقيقية كانت مخزنة أثناء التنويم في ذاكرة كاندي وتنقل شفهياً إلى الطرف الآخر حالما تعود إلى شخصيتها الحقيقية .. !!( أي أنها تسافر بشخصية أرلين الواثـقة الجامدة والتي _بالرغم من ذلك_ لاتعلم شيئاً ) .. !!

وكان هذا الإجراء مجرد احتياط أمني حقق الغرض منه أكثر من مرة ، ففي عام 1966م مثلا كانت في مهمة رسمية لتايوان حين تم اختطافها من قبل ثلاثة رجال صينين يعملون لحساب دولة منافسة ، وكان اهتمام المختطفين مركزا على ما بداخل المظروف الذي تحمله ، وعندما لم يجدوا شيئاً بداخله قاموا بإخضاعها لأقسى أنواع التعذيب لأربعة أيام متواصلة ، وفي النهاية اقتنعوا بأنها لاتعرف شيئاً (وهذا صحيح لأنهم كانوا يتعاملون مع أرلين في حين أن المعلومات مخزنة في ذاكرة كاندي) !!
ومع بداية السبعينات بدأ التفكير جدياً في التخلص من كاندي بسبب كبر سنها وتأثير الممارسات النفسية عليها ، وحين اتخذ القرار فعلياً عمد الدكتور جونسون إلى حيلة قديمة قذرة هي برمجة عقلها كي تنتحر طواعية برمي نفسها من نافذة الفندق ليلة زفافها، ولكن العناية الإلهية شاءت أن يكون بجوارها زوج محب أنقذها من هلاك محقق ..
والأن يعتقد – بعد نشر القصة الحقيقية لكاندي جونز – أنه قد تم الكشف عن السر الحقيقي لحوادث الإنتحار التي مر بها كثير من عملاء الـ (C.I.A).

بعد ذلك صدر كتاب ” إغتصاب عقل كاندي جونز ” ولكن لم يصدق من الناس لإعتقادهم ان مؤلف الكتاب هو جون نبيل وهو زوج كاندي الذي كانت إذاعته مشهورة ببث أخبار مبالغ فيها عن مواضيع ما وراء الطبيعية من اجل التشويق و الإثارة و جذب المستمعين

كما إن أحدا لم يصدق أن تقوم كاندي جونز بجميع المهمات المذكورة في الكتاب و تمضي أياما طويلة في التدريب و السفر إلى دول أخرى تبعد آلاف الأميال دون أن يعلق في ذاكرتها شيء مما قامت به. لكن في أواخر عام 1974 حدث شيء جعل الناس يغيرون نظرتهم لقصة كاندي جونز , فقد نشرت صحيفة النيويورك تايمز مقالا فضحت فيه المشروع السري الذي تديره وكالة المخابرات المركزية تحت اسم “ام كي الترا” و المتعلق بالتحكم و السيطرة على العقل , و سرعان ما بدئت الحقائق و الفضائح تتوالى واحدة اثر أخرى حتى أن الكونغرس الأمريكي قام بتشكيل لجنة تحقيق انتهت إلى أن مشروع التحكم بالعقل هو مشروع حقيقي صرفت عليه ملايين الدولارات من أموال دافعي الضرائب و أن آلاف الأمريكان خضعوا بدون علمهم لتجاربه و اختباراته على مدى ثلاثة عقود.

و بالإضافة إلى جلسات التنويم المغناطيسي التي كان جون قد سجلها للاحتفاظ بها كدليل , فقد قدمت كاندي جونز أدلة أخرى على صدق قصتها , منها شهادة أشخاص مقربين منها أكدوا أنها و منذ فترة الخمسينات كانت تختفي أحيانا لعدة أيام من دون أن تخبر أحدا بوجهتها و حين كانت تعود لم تكن تتحدث مطلقا عن أين ذهبت و ماذا فعلت في فترة غيابها , كما أن كاندي قدمت دليلا أخر تمثل في جواز سفر يحمل اسم “ارلين غلبرت” و يحمل صورة لها لكن بماكياج و تسريحة شعر و ملابس مختلفة عن تلك التي اعتادت و درجت عليها. كما أن دونالد مؤلف كتاب “اغتصاب عقل كاندي جونز” ذكر أن هاتف منزل كاندي سجل رسالة صوتية غريبة عام 1973 كانت مرسلة من القاعدة الجوية الأمريكية في اليابان إلى سيدة تدعى سنيثيا و تحمل في طياتها رموزا و أوامر غير مفهومة و قد اعتقد دونالد بشدة في أن سنيثيا هو الاسم الحركي لشخصية أرلين و أن الرموز التي في الرسالة هي شفرة للقيام بمهمة ما.

في عام 1980 كادت كاندي جونز تفقد حياتها في انفجار غامض , و رغم إحساسها المستمر بالخطر إلا أنها لم تتراجع أبدا عن قصتها و ظلت تصر على أنها حقيقية في جميع المقابلات الصحفية و الإذاعية التي أجريت معها حتى وافاها الأجل عام 1990.

هنا يتسائل المؤلف إن كانت عمليات الإغتيال التي قامت في العالم الثالث أيضاً من قبل عملاء مبرمجون من أمثال الدكتور جونسون هذا !!!!

 

 

 

الكاتب صالح أحمد alsahlisaleh

أضف تعليق