ما أشبه الليلة بالبارحة

ما اشبه اليوم بالأمس
سأروي لكم قصة من التاريخ
لتروا أن التاريخ يعيد نفسه وما أشَبَه الليلة بالبارحة

في الفترة التي احتل البرتغاليون فيها عدن عام 919 هجري ، كان العدنيون يقاومون بكل ما لديهم من قوة ورباطة الجأش ، ولكن البرتغاليون كان ينتصرون دائما لمتلاكهم أسلحه نارية متطوره بالنظر لحال العدنيون
وكان المماليك في مصر يحاولون طرد البرتغاليون من عدن ولكنهم  فشلوا في تحقيق ذلك

فكان البرتغاليون يتفقون مع حكام الدول المجاورة لخدمتهم عن طريق المال والسلاح والمصالح الشخصية للحكام الجشعين للمال والسلطة
فكان الحكام يُظهِرون العداوة للبرتغاليون ليُرضوا الشعوب التي ترفض تماما هذه الإتفاقيات مع البرتغاليون
وفي حقيقة الأمر كان الحكام يُكِنوا للبرتغاليون الولاء التام

ومن باب المغالطة كان البرتغاليون يهاجموا هؤلاء الحكام ليظللوا ويلبسوا على الناس الإتفاقيات التي بينهم

كانت المقاومة العدنية مستمره فأضطرت البرتغال إلى إستخدام قوة العقل
وأنظروا للحيلة التي أستخدموها والتي تُأكد أن الليلة تُشبه البارحة

فطلبوا من الحكام عملائهم أن يجندوا شخصية تدّعي أنها مقاومة للإستعمار البرتغالي
فأختاروا شخص يدعى “عبدالرؤوف أفندي” ووعدوه بأن يمدوه بالمال والسلاح والحماية شريطة أن لا يخرج عن رأي الحكام ولمّعوه بإسم حركي يخفي هويته ” ياسين ”

بدأ “ياسين” في تأسيس منظمته وتنظيم صفوفه والإنخراط في معارك وإستعادة الأراضي المحتله من البرتغاليين ، وكان لا يقبل المساومة ولا الهدنة ، فأرتفعت أسهمه لدى العدنيون وتجند في صفوفه الكثير منهم وأصبحوا يرونه منقذ العدنيون وأمل المشردين

ولينتقلوا للمرحلة التي تليها ، شنت القوات البرتغاليه هجمات على مخيمات اللاجئين وقامت بمذابح فضيعة

دعت على إثرها الدول الأوربية إلى إحلال السلام في المنطقة
فكان “ياسين” ممثل العدنيون لحضور المؤتمر العالمي
وكان يتحدى البرتغاليون أن يحضروا  ، فتمنّع البرتغاليون تمنع الراغب لإتمام اللعبة وإخفائها عن الشعب، ولتقوية موقف “ياسين” وإبرازه على أنه هو الذي يدعو وهي التي ترفض

– وهذا من باب المغالطات –

في المؤتمر العالمي أعلن “ياسين” – العميل المندس والذي يعتبره العدنيون بطل قومي – أنه على إستعداد للإعتراف بالبرتغاليون
فأصبحت عدن مكونه من حكومتين عدنيه من المشردين و برتغاليه لها نصيب الاسد من الأراضي والثروات

أستمر إستعمار البرتغال لعدن إلى سنة 945 هـ إلى أن اتى العثمانيون وطردوا البرتغال من عدن

أتضح وقتها جهل العدنيون وأنهم هم من رضي بالإستعمار البرتغالي لهم وإعطائهم الرسمية
بعد أن أعطوا “ياسين” – العميل المندس – زمام الأمور والقيادة فرضي بالحلول التي كانوا يرفضونها ، ليبيع أرضهم ودينهم وثروتهم وقضيتهم

— ما يحدث في وقتنا الحالي هو على نفس سيناريو ياسين —

حقا :
” ما أشبه الليلة بالبارحة ”

الكتابة ونص القصة : صالح أحمد @alsahlisaleh
القصة من كتاب المغالطات لـ محمود شاكر

أضف تعليق