خاطره

عادةً لا أقول لشخص “أحبك”
لست خالي المشاعر
ولكن !!!
علمني “أحمد مزهود” أنّ الرجل لا يضعف، ولا يشكي ولا يبكي
ويجب أن يخفي مشاعره
وهذه الكلمة أول علامات الضعف والإستسلام

لشخص واحد
أعترف أني قلتها ذات يوم

واللهِ ما طلعَتْ شمسٌ ولا غرَبَتْ …
إلا وحبُّكَ مَقرونٌ بِأنفاسي

ولا خَلَوتُ إلى قومٍ أحدِّثُهُمْ …
إلا وكنتَ حديثي بينَ جُلّاسِي

ولا هَمَمْتُ بشُربِ الماءِ من عطشٍ …
إلا رأيتُ خيالاً منكَ في الكاسِي

وهذا اعترافي الثاني

أضغاث اقلامي alsahlisaleh

الجارية إعتماد

محمد بن عباد أحد أبناء الخليفة المعتضد بالله ملك اشبيلية

خرج ذات يوم مع صاحبة ووزيره لاحقاً ابن عمار إلى مكان يدعى ” مرج الفضة ” وكان محمد شاعر متواضع يخالط العامه ، وبينما هما يمشيان على ضفاف النهر في مرج الفضة ورى محمد تموج النهر بسبب الرياح ، فقال شطر من بيت

” صنع الريح من الماء زرد ”

وأشار لأبن عمار أن يكمل البيت وكان ابن عمار شاعرا أيضاً ، فأخذ يفكر وفكر ولم تسعفه قريحته الشعرية ، ليسمع صوت من على ضفاف النهر يكمل الشطر

” أي درع لقتال لو جمد ”

كان من أكمل البيت جارية تغسل الثياب على حافة النهر تسمى ” إعتماد ”

فلما سمعها محمد أعجب بها وبذكائها وسرعة بديهتها وافتتن بجمالها ، فأمر اتباعه ان يخطبوها له ويأتوا بها له كزوجه لا كجارية

وكان يحبها حبا عظيما ولا يقوى على فراقها ساعة ، حتى أنه عندما تولى الخلافة سمى نفسه ” المعتمد على الله بن عباد ” مشتقا إسمه من إسمها

2378501553_1

استمرا في حبهما وكان يعيشها الرفاهيه والعز في ابهى صورة

وذات بوم رأت جواري يبعن اللبن وقد شمرن عن سيقانهن وسواعدهن ويخضن في الطين ، فحنّت إلى ماضيها وطلبت منه أن تفعل هي وبناتها كما يفعلّن الجواري ولكن على الطريقة الملكية

فما كان من المعتمد بالله إلا ان نفذ امرها في صورة من البذخ والترف المكلف ، حيث امر بالمسك والكافور والعنبر وغيرها ان تسحق مع بعض وأن تعجن بماء الورد ليكون على شكل طين ، فتفعل اعتماد كما فعلن الجواري ، تشمر عن ساقها وساعدها وتخوض في الطين مع بناتها

ولكن الدنيا لا تدوم لأحد ، فقد كان هناك أمير يدعى ابو يعقوب يوسف بن تاشفين وكان يربطه علاقه مع ملوك الطوائف ومنهم المعتمد على الله ولكن أنتهى هذا التعاون بالعداوه ، فغزى المعتمد على الله ودخلوا في معارك أدّت إلى استسلام المعتمد على الله وقتل اثنين من أبنائه وتم نفيه إلى ” أغمات ” مكان في جنوب المغرب

فعاش المعتمد على الله ذليلا صغيرا فقيرا ، فكان بناته يغزلّن الغزل ويبيعونه على الناس ليجدوا قوت يومهم

ويُذكر أنه غضب من زوجته اعتماد يوما ، ( وكما نعلم بأن النساء ناكرات المعروف الا من رحم ربي ) فقالت : لم أرى قط خيراً معك

فقال : ولا حتى يوم الطين ، فبكت وأعتذرت !!!

Tumulo_Al-Mu'tamid

وكان المعتمد على الله قد كتب أبيات يرثي نفسه ويصف حاله نهار العيد وهو في الأسر :

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا  …
                   وكان عيدك باللذات معمورا

وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ …
                   فساءك العيد في “أغمات” مأسورا

ترى بناتك في الأطمار جائعةً …
                   في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا

برزن نحوك للتسليم خاشعةً …
                   عيونهنّ فعاد القلب موتورا

يطأن في الطين والأقدام حافيةً …
                   كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا

قد لوّثت بيد الأقذاء واتسخت …
                   تشكو فراق حذاءٍ كان موفورا

لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهره …
                   وقبل كان بماء الورد مغمورا

لكنه بسيول الحزن مُخترقٌ …
                   وليس إلا مع الأنفاس ممطورا

أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه …
                   ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا

قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً …
                   لما أمرت وكان الفعلُ مبرورا

وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ …
                   فردّك الدهر منهياً ومأمورا

من بات بعدك في ملكٍ يسرّ به
                   أو بات يهنأ باللذات مسرورا

ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعت
                   فإنما بات في الأحلام مغرورا

 

 

 

الكاتب بتصرف : صالح أحمد

alsahlisaleh@

هيّت لك …

  

لي ولك..

نجمتان وبرجان في شرفات الفلك ..

ولنا مطر واحدٌ 

كلّما بلّل ناصيتي بلّلك ..

سادرانِ على الرمسِ نبكي

ونندبُ شمسًا تهاوتْ

وبدرًا هلكْ ..

وكلانا تغشّته حُمّى الرّمالِ

فلم يدرِ أيَّ ريحٍ تلقَّى

وأي طريقٍ سلك ..

فرّقتنا النّوى زمنًا

ثمّ لمّت شتات نوانا

على بقعةٍ من حلكْ ..

قلتَ لي:

هيتَ لك

هيت لك ..

سرتُ خلف خطاكَ أجرّرُ خطو المساكينِ

لم أسألكْ ..

في الصباح 

وقفت مليًا

فألفيت صومعتي منزلكْ ..

فاستشاطت عرى القلبِ

لكنني حين أبصرتُ عينيكَ

ردّدتُ:

لله ما أجملكْ …

قصة نبي الله يعقوب – من التوراة

Surat.Youcef1

سأروي لكم قصة ، أهل الكتاب يفاخرون بها في الحب ، وأبطال هذه القصة
هم نبي الله يعقوب عليه السلام وزوجته راحيل ( البعض قد يكون أول مره يسمع بهذا الإسم )
وسأروي هذه القصة لأن في سيرة الأنبياء والصالحين قصص تثير الهمم وتقوي الرجاء بالله وبها العظة والعبره

قصة يوسف عليه السلام ذكرت في القرآن وهي من أحسن القصص
قال تعالى : { نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك … }
وهذه القصة موجودة ايضا في التوراة ولكن بسيناريو مختلف ، وبما أنني سأعتمد على التوراة كمصدر فالقصة فقط للإستمتاع بها ، والا فالقرآن يغنينا عن كل القصص والروايات

يوسف عليه السلام حاول اخوته التخلص منه بسبب حب أبيه المفرط له ،
{إذا قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين }

فكانوا يكنون الحسد والغيره حتى لأخيه بنيامين ويتضح في قولهم: { إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل }
فكان يوسف عليه السلام وبنيامين من أم واخوته الأخرين من أم
ولكن القرآن لم يذكر أم يوسف ، رغم وجود إشارات إليها كقوله تعالى
{ والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين } وقوله تعالى : { ورفع أبويه على العرش } في اخر القصة في القرآن

تبدأ القصة عندما بلغ يعقوب سن الزواج فأشار إليه والده نبي الله إسحاق

استطراد :
( عائلة الأنبياء : يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام
فإسحاق اخوه إسماعيل عليه السلام الذي من سلالته العرب ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وأخو يعقوب عيسو ومن سلالته الأدوميون سكنوا شرق البحر الميت وانتهت حضارتهم
اما يعقوب فلا زالت سلالته إلى الأن وهم الإسرائيليون )

نعود للقصة :
فبعد ان توجه يعقوب بأمر والده إسحاق لزواج من بنت خاله (لابان) والذي يسكن في حران وتدعى الأن العراق
وعند وصوله شاهد يعقوب ( راحيل ) إبنة خاله الصغرى فوقع في حبها
فتقدم إلى خاله وطلب الزواج بها ، فوافق خاله بشرط أن يعمل مع خاله في الزراعة ورعي الغنم لـ سبع سنوات
وهذا الشكل من مهور الزواج كان متعارف عليه في تلك الحقبة من الزمن ، فيذكرنا هذا بمهر موسى عليه السلام ( خصيم فرعون ) عندما اراد الزواج بصفورا بنت شعيب عليه السلام ( هذه الأسماء من العهد القديم – التوراة – )
ولكن كانت المفاجئة فبعد انتهاء السبع سنين دخل يعقوب على زوجته ولم تكن راحيل إنما اختها الكبرى (ليا) ، فثار جنونه وذهب يشكو لخاله ، فقال له جرت العادة في قبيلتنا على ان البنت الكبرى هي من يزوج قبل الصغرى وإني اخشى العار ، فإذا اردت الزواج فعليك اتمام سبع سنين اخرى
وافق يعقوب وفي اثناء هذه المده إشتعلت نار الغيره بين الأختين ، ومما زاد الطين بله ان الله ابتلى راحيل بعدم الانجاب وفي المقابل وصل عدد ابناء ليا إلى 6 ابناء
وبعد صلاة وتضرع لله أتى ملك الجمال (يوسف) وتلاه اخاه بنيامين والذي كان سبب في وفاة امه أثناء وضعه – كما ذكر في التوراة –

B9zIrJQCcAADtv7.jpg large

ورغم ذلك تبنّت ليا أبناء اختها راحيل بعد وفاتها (يوسف وبنيامين )
ولكن بسبب حب يعقوب لراحيل مال في الحب إلى يوسف واخاه على ابناء ليا ، وحدث بعد ذلك قصة يوسف والذئب ، القصة المعروفة في القرآن وقصته مع عزيز مصر والنسوة الاتي قطعن ايديهن وسجنه وتفسير حلم الملك وأخيرا بعد أن أصبح على خزائن الأرض
وهنا نأتي لقوله تعالى { ورفع ابويه على العرش } و قوله { والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين } فيقول المفسرين فيها والمؤرخين وأهل الأخبار ان المقصود هنا خالته ليا

انتهى

إستطراد أدبي ( احد أحب الاشياء لقلبي الأدب لابد أستطرد فيه ) :

على طاري هذه القصة
يقول شاعر
جاؤوا عشاء دمعهم مطرُ …
وعلى قميصي من دمي أثرُ

من قال إن الذئب متهمٌ …
ما من ذئاب إنهم بشرُ

وقال اخر
تقول هل أنت ذئب كما أدّعوا …
وتنوي افتراسي غدرةً ثم تختفي

فقلت نعم ذئب وهذي براءتي …
تعالي إقرأي عنها بسورة يوسفِ

عمتم مساءً

الكاتب صالح أحمد

@alsahlisaleh

مضنى وليس به حراك

مضنى

مضنى وليس به حراكْ …
لكنْ يخِفُّ إذا رآكْ
ويميل من طربٍ إذا ما  …
مِلتَ يا غصنَ الأراك
إن الجمال كساك  …
من ورق المحاسن ما كساك
ونبتَّ بين جوانحي …
والقلبُ من دَمِه سقاك
حُلوَ الوعودِ، متى وفاك؟ …
أَتُراكَ مُنْجزَها تُراك؟
من كلِّ لفظٍ لو أَذِنـ …
ـتَ لجله قبلتُ فاك
أَخذَ الحلاوة َ عن ثَنا …
ياك العِذاب، وعن لَمَاك
ظلماً أقول: جَنَى الهوى …
لم يجْنِ إلا مُقْلتاك …
غدَتا منِيَّة َ مَنْ رَأَيْـ …
ـتَ ، ورحتَ منية َ منْ رآك

سعوا بيننا

سعوا بيننا حتى لقد كنتَ راضياً …
فأصبحتَ من قولي أُحبكَ تغضبُ
ولم أجنِ ذنباً غيرَ أني ذو هوىً …
 

وأنكَ لي دونَ الأنامِ محبـّبُ
وقالوا ستنسى إن تباعدَ بيننا …
 

فيا ليتَ داري من دياركَ تقربُ
ويا ويلنا إن بتُّ أستعطفُ الهوى …
 

وبتَّ على حكمِ الهوى تتجنَّبُ
فلا تمكنِ الواشينَ من ذاتِ بيننا …
 

فليسَ لهم غيرَ التفرّقِ مطلبُ
وإنكَ لو أبصرتَ ما بينَ أضلعي … 

لأبصرتَ قلبي في لظىً يتقلبُ

أراك طروباً والهاً كالمتيمِ

بالكتابة

أراك    طروباً     والهاً     كالمتيم …

تطوف  بأكناف  السجاف   المخيمِ

أصابك   سهم   أم   بُليت   بنظرةٍ …

فما   تلك    إلا    سجيّة    من رُمي

على شاطئ الوادي  نظرت  حمامة …

أطالت   عليّ    حسرتي    والتندمِ

فإن كنت مشتاقاً إلى  أيمن  الحمى …

وتهوى    بسكان    الخيام    فأنعمِ

أُشير     إليها     بالبنان     كأنما …

أُشير  إلى  البيت  العتيق  المعظمِ

خذوا    بدمي     ذات     الوشاح …

فإنني رأيتُ بعيني في أنامِلُها  دمي

خذوا   بدمي   منها   فإني   قتيلها …

وما  مقصدي   إلا   تجود   وتنعمِ

ولا   تقتلوها   إن   ظفرتم    بقتلها …

ولكن سلوها  كيف  حل  لها  دمي

وقولوا  لها  يا  منية  النفس   إنني …

قتيل الهوى والعشق لو كُنت  تعلمي

ولا  تحسبوا   إني   قتلت   بصارمٍ …

ولكن  رمتني   من   رباها   بأسهمِ

أغار   عليهـا   مـن   أبيهـا   وامِهـا …

ومن لجةِ المسواكِ إن دار في  الفمِ

وأحسـدُ    اقـداحً    تقبـلُ     ثغـرُهـا …

إذا وضعتها موضعَ اللثمِ  في  الفـمِ

أغار  على  أعطافهـا   مـن   ثيابهـا …

إذا   لبستهـا   فـوق   جسـمٍ   مُنـعـمِ

لها  حكم  لقمان   وصورة   يوسف …

ونغمة     داوود     وعفة     مريمِ

ولي حزن  يعقوب  ووحشـه  يونـسٍ …

وآلام     أيـــوب     وحـســرة     آدمِ

ولما    تلاقينا     وجدت     بنانها …

مخضبة   تحكي   عصارة    عندمِ

فقلت خضبت  الكف  بعدي  هكذا …

يكون    جزاء    المستهام    المتيمِ

فقالت وأبدت في الحشا حرق الجوى …

مقالة  من  في   القول   لم   يتبرمِ

و عيشكم  ما  هذا  خضاب   عرفته …

فلا  تَكُ   بالزور   والبهتان   متهمِ

ولكنني    لما     وجدتك     راحلاً …

وقد كنت لي كفي  وزندي  ومعصمِ

بكيت  دماً   يوم   النوى   فمسحته …

بكفي  فاحمرّت  بناني   من   دمي

ولو  قبـل  مبكاهـا  بكيـت   صبابـة …

لكنت شفيت  النفـس  قبـل  التنـدمِ

ولكن بكت قبلي  فهيج  لـي  البكـاء …

بكاهـا  فكـان   الفضـل   للمتـقـدمِ

بكيت على من زيّن الحسن  وجههـا …

وليس  لها  مِثـلٌ  بعـرب   وأَعجمي

مدنيـة   الألفـاظ    مكيـة    الحشـى …

هلاليـة   العينيـن   طائيـة   الـفـمِ

وممشوطة بالمسك  قد  فاح  نشرهـا …

بثغـر  كـأن  الـدر   فيـه   منـظـمِ

أشارت  برمش  العين  خيفة  أهلها …

إشارة     محسود     ولم     تتكلمِ

فأيقنت  أن  الطرف   قال   مرحبا …

وأهلاً   وسهلاً    بالحبيب    المتيمِ

فوسدتها   زندي    وقبلت    ثغرها …

فكانت حلالاً لي  ولو  كنت  محرمِ

فوالله  لولا  اللهِ   والخـوفِ   والرجـا …

لعانقتُهـا   بيـن    الحطيـمِ    وزمـزمِ

وقبلتها    تسعاً    وتسعون    قبلة …

مفرقة    بالخد     والكف     والفمِ

وقد  حـرم  الله   الزنـا   فـي   كِتابـهِ …

وما  حرم  القُبـلات   بالخـد   والفـمِ

ولو حُرِّم  التقبيل  على  دين  أحمد …

لقبلتها على دين المسيح  ابن  مريمِ

ألا فاسقني كاسات خمر  وغنّ  لي …

بذكر   سُليمى    والرباب    وزمزمِ

وآخر  قولي  مثل  ما   قلت   أولاً …

أراك    طروباً     والهاً     كالمتيمِ

يزيد بن معاوية